إشادة برازيلية بثورات العرب
أموريوم: ما يحدث في العالم العربي حركة تحررية شبيهة بالثورات الأوروبية (الجزيرة نت)سيد أحمد الخضر-الدوحة
قال سيلسو أموريوم وزير الخارجية البرازيلي السابق إن تداعيات الثورات العربية أكبر من أحداث 11 سبتمبر، وستخلق وضعا جديدا على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف أموريوم -في ندوة عن رؤية البرازيل للشرق الأوسط وآفاق التعاون المستقبلي نظمها أمس مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة- أن ما يحدث في العالم العربي حركة محلية تحررية شبيهة بالثورات الأوروبية.
وأكد استعداد البرازيل لمساعدة الدول العربية في التحول الديمقراطي واستقلال القضاء والرقابة على المال العام، وعلى الاندماج الاقتصادي بينها.
وشدد على أن التحرر من قبضة الاستبداد أمر في صالح أي بلد، وهذا ما يفسر، في نظره، نمو اقتصاد البرازيل 7.6 العام الماضي وحصولها على أكبر حصة من الاستثمار المباشر بعد الهند والصين.وأضاف أموريوم أنه أمضى 20 سنة في الغرب لم يسمع خلالها أحدا يتحدث بسوء عن النظام في تونس، ما يعني حسب رأيه أن الغرب مستفيد من ضعف العرب.
وردا على سؤال للجزيرة نت حول مدى استعداد العرب لتلقي المساعدة في مجال الديمقراطية واستقلال القضاء، قال أموريوم إن حكومة البرازيل لم تتلق طلبا من أي دولة عربية بهذا الخصوص، لكنه حث العرب على الاستفادة من علاقتهم الاقتصادية بالبرازيل التي قال إن حضورها بات شرطا لنجاح أي قمة هامة في مجالات السياسة والاقتصاد والمناخ.
وقال إن عدم المساواة يمثل ضغطا اجتماعيا ويشكل عاملا ضد الاستقرار "حتى وإن كانت الثورات العربية ليست ناجمة عن الفقر كما قال الأمين العام للجامعة العريبة عمرو موسى".
"عدم المساواة يمثل ضغطا اجتماعيا ويشكل عاملا ضد الاستقرار حتى وإن كانت الثورات العربية ليست ناجمة عن الفقر"أموريوم أنظمة غير مستقرةلكن أموريوم رأى أن الوقت الحالي ليس مناسبا للعمل مع دول المنطقة لعدم استقرار أنظمتها، "فالثورات ما إن تخمد في مكان حتى تندلع في مكان آخر، وقد رأينا تغير رئيسي تونس ومصر في بضعة أسابيع".
وأشار إلى أن ممارسة الديمقراطية قبل الاستبداد العسكري وعدم وجود نظام شمولي يتحكم فيه شخص واحد في تاريخ البرازيل "يمثل فوارق بين البرازيليين والعرب يجب أخذها في الاعتبار".
واعتبر أن حضور البرازيل محادثات أنابوليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساعدتها لهايتي يعكس الدور الكبير الذي باتت تلعبه على مستوى العالم، على حد وصفه. ولفت إلى أن اعتراف دولته بفلسطين يعبر عن إيمانها بإستراتيجية علاقتها مع العرب، "وقد تبعنا العديد من دول أميركا اللاتينية".
ورأى أن البرازيل تستطيع المساهمة في حل مشاكل الشرق الأوسط من خلال قدرتها على الحديث لجميع الأطراف، حيث "استقبلنا مؤخرا قادة من فلسطين وإسرائيل وإيران".
وقال إن حكومة البرازيل ليس لديها اتصال مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنها أعربت في عدة مناسبات عن ضرورة إشراك الجميع في النقاش.
"الثورة الاجتماعية في البرازيل نجحت في نقل 30 مليونا من الطبقة الفقيرة إلى الوسطى، وانتشال 20 مليونا من دائرة الفقر المدقع إلى الفقر"وزير الخارجية البرازيلي السابق ممانعة غربيةإلى ذلك قال أموريوم إن مساعي البرازيل لتحقيق السلم والأمن في الشرق الأوسط تواجه "ممانعة كبيرة من مجموعة الدول الخمس وتثير حفيظة الدول الغربية".
وبرر رفض حكومته إدانة سجل إيران في حقوق الإنسان بما سماه انتقائية الغرب في هذا المجال، حيث لم تناقش المنظمات المعنية التعذيب الذي حصل في سجن غوانتانامو.
وحسب أموريوم فإن "الثورة الاجتماعية" في البرازيل نجحت في نقل 30 مليونا من الطبقة الفقيرة إلى الوسطى، وانتشال 20 مليونا من دائرة الفقر المدقع إلى الفقر.
ونبه إلى أن تجارة البرازيل مع العالم العربي تضاعفت أربع مرات، رغم الأزمات الاقتصادية، وأضاف أن أفريقيا تمثل رابع شريك اقتصادي للبرازيل على مستوى العالم.
وأضاف أن العلاقات البرازيلية العربية تشهد نموا مطردا تعكسه زيارة قادة المنطقة للبرازيل، "فقد زارنا مرتين أمير قطر ووزير خارجية الإمارات".
من جانبه، قال صلاح الدين الزين مدير مركز الجزيرة للدراسات إن تنظيم الندوة يمليه حضور البرازيل المتصاعد على مستوى العالم وعلاقاتها التاريخية بالشرق الأوسط.
ورأى الزين في افتتاحه للندوة أن العالم العربي تمكنه الاستفادة من تجربة البرازيل في التحول من ديكتاتورية عسكرية إلى نظام ديمقراطي مستقر نجح في ردم الهوة بين الفقراء والأغنياء.
Thursday, March 03, 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment