Saturday, February 19, 2011

Al Azhar should reclaim its independence

الأزهر يسعى لاستعادة دوره
شيوخ الأزهر شكلوا حضورا مميزا وسط الحشود بميدان التحرير (الجزيرة نت)
مجدي مصطفى-القاهرة

في قلب ميدان التحرير وعلى بعد أمتار من مسجد عمر مكرم كان المشهد لافتا وسط جموع المصريين. وقف حشد من علماء وشيوخ الأزهر بزيهم المميز تحت لافتات كبيرة تطالب باستقلال تلك المؤسسة الدينية واسترداد مكانتها.

واللافت في المشهد أن معظم هؤلاء من شباب العلماء حرصوا على الحضور منذ اليوم الأول للثورة، وتزايد عددهم يوما بعد يوم بين الجموع. حملهم الثوار على الأعناق مرددين "عاش الهلال مع الصليب".

مطالب هؤلاء ليست فئوية أو شخصية، فهم يترفعون عن الخوض في الفساد الإداري الذي طال الأزهر كغيره من قطاعات الدولة، لكن حلمهم ومطلبهم هو استعادة المكانة التاريخية للأزهر ملاذا لجميع أبناء الأمة من حاكم ومحكوم.

ويذكر التاريخ للأزهر وعلمائه دورا سياسيا محوريا، فكان نقطة انطلاق الثورات لمواجهة الغازي، منه انطلقت ثورة القاهرة الأولى والثانية في مطلع القرن التاسع عشر، وهو الذي جاء بمحمد على إلى الحكم، لكن الأخير بدهائه انقلب على العلماء وسعى إلى تقليص دورهم.

منذ ذلك التاريخ حرص من تعاقبوا على حكم البلاد على تكريس تبعية تلك المؤسسة للحاكم، وتجريدها من عناصر استقلالها، خصوصا الاستقلال المادي، وإقصائها عن الحياة السياسية والعامة، وجعلها كيانا ديكوريا، وعزلها عن تاريخها.


الشيخ عاطف منجي قال إنه لا يمكن أن تتبع المؤسسة الدينية للحكم (الجزيرة نت)في الأسروفي ميدان التحرير تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من هؤلاء الذين يمكن تسميتهم بشباب مشايخ الأزهر حيث قال الشيخ عاطف منجي محمد "نجتمع هنا لنقول للعالم كله إنه يجب إطلاق سراح الأزهر، فهو مقيد وتابع للدولة، يعين شيخه رئيس الدولة، ولا يمكن أن تتبع المؤسسة الدينية الحكم أو أن يتبع الدين للحكم".

ومضي مؤكدا على المطلب الأساسي لـ"علماء الأزهر الأحرار، وهو تحرير الأزهر الشريف واستقلاله عن هيمنة الحكومة وأجهزتها وأحزابها والعودة به إلى سابق مجده قبل حكم محمد علي ورفع كل الضغوط والتدخلات من أي جهة عليه خصوصا جهاز مباحث أمن الدولة".

ويتضمن بيان لهؤلاء العلماء مطالب أخرى، منها عودة هيئة كبار علماء الأزهر بالانتخاب الحر المباشر من جميع علماء الأزهر ولفترة محددة، وانتخاب شيخ الأزهر ووكيله لمدة محددة، وأن تكون هذه الهيئة صاحبة الحق في عزلهما.

ولضمان استقلالية الأزهر يطالب العلماء بإعادة أوقافه المصادرة إليه مرة أخرى منذ العام 1952 وفتح باب الوقف الشعبي للأزهر من جديد وتوحيد أجهزة الدعوة الإسلامية الرسمية مثل وزارة الأوقاف ودار الإفتاء تحت لواء الأزهر برئاسة شيخ الأزهر، وإعادة هيكلة الأزهر بجميع أجنحته تحت لواء شيخه وهيئة كبار علماء الأزهر.

وينبه العلماء في مطالبهم إلى ضرورة إعطاء حصانة خاصة لعلماء الأزهر مثل القضاة وتحسين أوضاعهم المعيشية.

محاولات تشتيتويذكر الدكتور ربيع مرزوق عبد العاطي أنه وحتى ما قبل العام 1961 كان الإفتاء ووزارة الأوقاف تابعين لمشيخة الأزهر، لكن تم فصلهما وتشتيت المؤسسات الأزهر، والإفتاء، والأوقاف، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية معتبرا أن القصد من ذلك إضعاف الأزهر بتجريده من أدواره وتشتيتها.

وبناء على ذلك جاء مطلب توحيد تلك المؤسسة وإلغاء وزارة الأوقاف وضمها للأزهر بحيث يكون للأزهر وكيل عنه لشؤون المساجد والأوقاف.


ربيع مرزوق استبعد أن يثير استقلال الأزهر حساسيات طائفية (الجزيرة نت)وحول المطلب بانتخاب شيخ الأزهر يقول الدكتور ربيع إن هذا ليس بدعا ولم يكن بدعا في تاريخ الأزهر بل كان هو الأصل المعمول به، مؤكدا أنه ليس شرطا أن يكون شيخ الأزهر مصريا فقد كان الشيخ الخضر حسين شيخا للأزهر وهو تونسي.

ويرى أن ضمانة تحقيق ذلك هي استقلال مؤسسة الأزهر استقلالا تاما عن الدولة باسترداد أوقافه المؤممة، وفتح الباب لوقفيات إسلامية جديدة له من جميع دول العالم الإسلامي حتى يستقل بكل أموره ولا يتحكم فيه الحاكم ويتحدث بلسان الشعب، "فتاريخنا الإسلامي لا يعرف إلا السلطان والحاكم، وكما يقولون مات العلم عند أبواب السلاطين، وتلك الكارثة تحدث إذا فقد العالم استقلاليته، وفقدت المؤسسة التي ينتمي إليها".

الطائفية وعند السؤال عما إذا كانت هذه المطالب تثير حساسيات طائفية يجيب الشيخ حسنين النجار بعدم إمكانية حدوث ذلك، منبها إلى أن "سلطة الكنيسة في مصر سلطة واحدة ومستقلة تماما عن الدولة، ونحن نريد أن تكون مؤسسة الأزهر مستقلة مثل الكنيسة".

ويضيف أن "رئيس الكنيسة القبطية نفسه البابا شنودة طالما أكد عند الحديث عن المادة الثانية في الدستور المصري -التي تنص على أن مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع – أن أقباط مصر لم يشهدوا حرية وعدالة ومساواة إلا في ظل الشريعة الإسلامية".

ونبه إلى أنه في ظل الثورة التي تعيشها مصر حاليا لم يسجل حادث طائفي واحد في ربوع مصر، "فالمسلمون حرسوا الكنائس، وأقيمت الصلوات والقداسات معا في ميدان التحرير، كما انطلقت أكثر من لجنة شعبية في حي مصر الجديدة من المسجد الذي أخطب فيه وضمت مسلمين وأقباطا".

No comments: