حكومة مصر وسلاح حجب الحقيقة
نشطاء في "صحفيون بلا حدود" أمام سفارة مصر بباريس يحملون صورا لصحفيين مصابين بمصر (رويترز)
الجزيرة نت-القاهرة
رغم الوعود التي أطلقتها الحكومة المصرية بعدم اعتقال المتظاهرين المسالمين وإطلاق سراح من جرى اعتقاله، فإن سلطات الأمن اعتقلت من ينقلون صورة المحتجين من الصحفيين بينهم مدير مكتب قناة الجزيرة عبد الفتاح فايد وصحفياها أحمد يوسف ومحمد فاوي، الذين تم إطلاق سراحهم فيما بعد.
ولقيّت هذه الاعتقالات انتقادات محلية ودولية. وبينما أعرب أعضاء بنقابة الصحفيين المصرية وجماعات حقوقية عن تنديدهم باعتقالات الصحفيين، نددت مراسلون بلا حدود بنحو 70 اعتداءً على الصحفيين وبينها اعتقالات.
فقد رفض وكيل نقابة الصحفيين عبد المحسن سلامة اعتقال أي صحفي وأجنبي، مشيرا إلى أن النقابة لن تهدأ حتى يتم الإفراج عن أي صحفي من أعضائها.
وأكد للجزيرة نت أنه مع الانتقال السلمي للسلطة وإجراء إصلاحات سياسية في إطار الشرعية الدستورية ووجود الرئيس حسني مبارك حتى نهاية فترته.
في السياق ذاته اعتبر الوكيل الثاني للنقابة صلاح عبد المقصود أن اعتقال الصحفيين وتدمير 17 كاميرا لمصورين ومكاتب لفضائيات لا سيما ما حدث ضد قناة الجزيرة بإغلاق مكتبها واعتقال مدير مكتبها ثم تدمير محتويات المكتب، محاولة يائسة وفاشلة في حجب الحقيقة عن الشعب، وخداع للناس عبر الإعلام السلبي ونشر أخبار غير حقيقية.
وأكد للجزيرة نت أن النقابة تتحرك مباشرة مع الجهات الأمنية وأحيانا وزير الداخلية عقب اعتقال أي صحفي للعمل على إطلاق سراحه باعتبار أن حرية الصحفي من حرية الشعب وحقه في تلقي المعلومات.
وأشار عبد المقصود إلى أن الأمن يعتقل الصحفيين طبقا لقانون الطوارئ، لكن طبقا للقانون أيضا لا يجوز التحقيق مع الصحفي إلا بعد إخطار النقابة وحضور محاميها، وأن النقابة لم تتلق أي إخطار بشأن عبد الفتاح فايد.
هجمات منسقة
"المتحدث باسم مراسلون بلا حدود جيل لورديه ندد باعتقال الصحفيين وبأكثر من 70 اعتداء وانتهاكا ضدهم ووجود هجمات منسقة، قائلا إن على الولايات المتحدة وأوروبا ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية لكفها عن الانتهاكات ضد الصحفيين"من جهته ندد المتحدث باسم مراسلون بلا حدود جيل لورديه باعتقال الصحفيين وبأكثر من 70 اعتداء وانتهاكا ضدهم ووجود هجمات منسقة.
وقال للجزيرة إنه سيجري تقيم شكاوى وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة توضح ما حدث منذ يوم الأربعاء الماضي وتحديد المتسبب في ذلك. وأكد جيل لورديه أنه لا بد من ممارسة الولايات المتحدة وأوروبا ضغوطا على الحكومة المصرية لكفها عن الانتهاكات ضد الصحفيين.
وفي وقت سابق اقتحمت مجموعة ممن يعرفون بالبلطجية مكتب الجزيرة في القاهرة ودمروا محتوياته.
يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه موجة الاعتقالات والقمع للصحفيين في مصر التي تشهد لليوم الثاني عشر على التوالي مظاهرات عارمة ضد الرئيس حسني مبارك.
وقد أكدت منظمات مدافعة عن حقوق الإعلاميين بالعالم أن عددا من الصحفيين الأجانب والمصريين تعرضوا الأربعاء لهجمات من طرف مؤيدين للرئيس حسني مبارك خلال تغطيتهم الأحداث الجارية بميدان التحرير في القاهرة.
فقد أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" الأربعاء بيانا أدانت فيه "الهجمات المروعة" التي تعرض لها عدد من رجال الإعلام الذين يقومون بتغطية مظاهرات ميدان التحرير.
واتهم مقربون من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر الجزيرة بالانحياز للمحتجين الذين يطالبون برحيل الرئيس حسني مبارك، لكن القناة تنفي هذه الاتهامات وتؤكد نقلها للرأي والرأي الآخر.
يذكر أن قوات الأمن أوقفت قبل أيام ستة من صحفيي الجزيرة الإنجليزية فترة وجيزة بالقاهرة قبل أن تطلقهم وتصادر كاميرا كانت معهم.
Saturday, February 05, 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment