أزهريون ومسيحيون مع احتجاجات مصر
بعض علماء الأزهر تقدموا صفوف المحتجين (الجزيرة نت)
عبد الرحمن سعد-القاهرة
كان لعلماء الدين مكان في صفوف المحتجين في ميدان التحرير، أو ميدان الشهداء كما صاروا يسمونه، ويزداد دورهم يوما بعد يوم في تحفيزهم على الثبات والاستمرار حتى النصر أو "الشهادة"، باعتبار أن "نصف ثورة يساوي هزيمة".
"التشريفة" هو المكان الذي يأوي إليه علماء الأزهر حاليا قرب مسجد عمر مكرم في الميدان، وفيه ينامون ويتناولون طعامهم أو يستقبلون ضيوفهم أو السائلين.
البعض قدّر عددهم بنحو خمسين عالما، يقضون سحابة نهارهم وجزءا من ليلهم في تحفيز المعتصمين على الصمود والدعوة لوحدة فئات المصريين.
يقول عبد الله إبراهيم (مدير مدرسة) إن ثبات هؤلاء العلماء في مواجهة البلطجية الأربعاء الماضي، وتلقيهم أكبر قدر من الطوب، حفّزه على المضي قدما في المقاومة. ستجد وأنت تسير في أرجاء الميدان عالما التف البعض حوله، وهو يجيب عن تساؤلاتهم ويبشر الجموع ببُشريات النصر.
أحد الشيوخ وقد جرح في صدامات مع "البلطجية" (الجزيرة نت)صبر ومرابطة
العلماء يؤكدون للشباب هنا أن جهاد الفساد الداخلي مقدم على جهاد الفساد الخارجي، ويستشهدون بأوائل سورة "الإسراء"، ويذهبون إلى أن الابتلاء سنة كونية ويدعون إلى تآلف المصريين، والاعتصام بالوحدة، وكفالة غنيهم لفقيرهم.
يقول الشيخ السيد محمد (من علماء الأزهر) "لا بد من توعية الناس بأن الابتلاء سنة الحياة، وأنه لا بد من الصبر والمرابطة، فهذه الثورة سبيل مشروع للتغيير، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، ويقول أبو بكر رضي الله عنه: أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم".
هنا يقول الشيخ علاء العوضي (من علماء الأزهر) "أنا هنا لأدعو لتأليف القلوب والطوائف، وجمْع الناس على كلمة الخير والحق والعدل، فغير معقول أن يجيد العلماء الكلام ولا يجيدون العمل".
ويوجه الشيخ محمود بيومي هيكل (من علماء الجمعية الشرعية) مواعظه لجنود وقيادات الجيش والمعتصمين، ويذكرهم بمعاناة الرسول في مكة وما واجهه في غزوة الأحزاب، ويشدد على أن "ثورتنا شبابية وطنية".
العلماء يتقدمونمنذ اليوم الأول للاحتجاجات بان أثر العلماء فيها، ولا حديث لنفر منهم حاليا سوى عن خطبة الدكتور يوسف القرضاوي الجمعة الماضية حين قال "إن طلب الحرية مقدم على تطبيق الشريعة".
الفقيه القانوني والنائب السابق لرئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور محمد سليم العوا يتواجد أيضا يوميا بين المتظاهرين الذين خاطبهم "لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ثورتكم، ولا تستمعوا لأقوال المرجفين، فهذه ثورة خرجت تطالب بأن لا يحكمنا من لم يعد لنا به ثقة.. إنها ثورة تبحث عن تطبيق مبادئ لا تغيير أشخاص فقط".
قائد المقاومة المصرية في السويس الشيخ حافظ سلامة حرص على المجيء أيضا، وألقى كلمة قصيرة في المظاهرة المليونية، وهو المريض الذي تجاوز التسعين، حتى إنه تعرض للإغماء بمجرد انتهائه من كلمته.
قال سلامة للثائرين "كلنا مصريون، مسلمون ومسيحيون.. يجب أن نحافظ على وحدتنا وأن نظل على قلب رجل واحد لإسقاط النظام".
المسيحيون يقيمون قداسا اليوم في المظاهرة المليونية (الجزيرة نت)الشيخ صفوت حجازي، وهو من دعاة الجيل الجديد، يتواجد بين المتظاهرين منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وأصبح مألوفا أن تراه مرفوعا فوق الأعناق، وهو يردد هتافات يرددها المحتجون خلفه، وهم يطوفون به أرجاء الميدان، كما لو كانوا في طواف الحج.
ويبيت مع المعتصمين يوميا كل من الشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ جمال قطب، والدكتور جمال عبد الهادي أستاذ التاريخ الإسلامي، وغيرهم كثيرون.
قداسبالتوازي مع هذا، حرص المسيحيون على التواجد بين المحتجين، وبعضهم رفع لافتة تقول "الأقباط يريدون إسقاط النظام".
هؤلاء شباب وفتيات ساروا بصلبانهم على صدورهم رافعين أعلام مصر. ويقول أحدهم "هذه ثورة الشعب المصري، وليست ثورة المسلمين وحدهم".
يتحدثون هنا عن الطبيبة المسيحية التي انتقلت إلى المسجد القريب لتكون في استقبال الجرحى منذ اليوم الأول.
واليومَ الأحد تُستهل المسيرة المليونية في الصباح بقداس للمسيحيين في قلب الميدان متوحدين مع إخوانهم المسلمين، في مسعاهم لتغيير النظام.
Sunday, February 06, 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment