في رحاب سورة إبراهيم.. عالمية الرسالة المحمدية
موقع القرضاوي
آخر تحديث:03:43 (مكة) السبت 15 رمضان 1432هـ -2011/08/13م
المسجد النبوي الشريف
د. يوسف القرضاوي
الأنبياء جاؤوا ليخرجوا أقوامهم كما سيأتي بعد قليل أنَّ الله تعالى قال لموسى: {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم لم يبعث لقومه خاصَّة وإنما بُعث إلى النَّاس كافَّة، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم. عدَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خصائصه، فقال: "وكان النبيُّ يبعثُ إلى قومه خاصَّة، وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة"[1] ولذلك هنا لم يقل: (لتُخرج قومك)، وإنما قال: { لِتُخْرِجَ النَّاسَ } العرب والعجم، أهل الشرق وأهل الغرب.
الحكمة من جمع الظلمات وإفراد النور:
جمع الظلمات وأفرد النور. لم يقل: من الظلمة إلى النور، ولم يقل: من الظلمات إلى الأنوار، لماذا؟ لأنَّ الظلمات تُمثِّل الضلالات، وضلالات النَّاس وأباطيلهم شتّى. ليس هناك باطل واحد، هناك ألف باطل وباطل، إنما الحقُّ واحد لا يتعدَّد. أبواب الضلالات كثيرة، ولكن باب الهدى واحد، المُضلُّون كثيرون ولكنَّ الهادي واحد، هو الله.
ولذلك تعدَّدت الظلمات كما ذكرت في القرآن الكريم: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة:257]، {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الحديد:9]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [الطلاق: 10- 11]. فالظلمات كثيرة والباطل كثير الألوان والأنواع. ولكن الحق واحد، ومصدر الحق واحد هو الله عزَّ وجل.
كثرةُ الظلمات وتراكمُها:
النَّاسُ ضلُّوا ضلالاتٍ كثيرة، عَبَدُوا من دون الله آلهَةً لا تُبْصِرُ ولا تَسْمَع، ولا تُعْطي ولا تَمْنَع، ولا تَضْرُّ ولا تَنْفَع، ولا تَمْلِكُ مَوْتًا ولا حَيَاةً ولا نُشورًا.
الناسُ ضَلُّوا سواءَ السبيل في عقائدهم، في عباداتهم، في معاملاتهم، وَأَدُوا البنات، قتلوا أولادهم من إملاق أو خَشْيةَ إملاق، شَرِبوا وسَكِروا، ارتكبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اقْترفوا المظالم، افترس الأقوياء الضعفاء، تجبَّر السادة على العبيد، كانت الدنيا هكذا.
فالغاية من إنزال القرآن وبعثة الرسول هي إخراج الناس– كل الناس – ليس إخراج قريش وحدها، ولا العرب وحدهم، بل إخراج الناس من الظلمات إلى النُّور.
الحكمة من إنزال الكتاب على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
صرَّح هنا بالهدف من إنزال هذا الكتاب إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا أَنَزَل الله إليه هذا الكتاب؟ قال: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } أي: لِتَهديَ الناس بهذا الكتاب الذي هو أعظمُ هَادٍ للنَّاس من ضَلالاتهم.
فجاء محمَّد - عليه الصلاة والسلام – وأوحى الله إليه بهذا الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
هذه مهمّة هذا الكتاب، ومهمَّة الرسول الذي أُنزل إليه هذا الكتاب أن يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، أن يُعلِّمهم من جَهَالة، وأن يهديَهم من ضلالة، يُخرجهم من ظلمات الشِّرك إلى نور التوحيد، من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، من ظُلمات الرذيلة إلى نور الفضيلة، من ظلمات الجهل إلى نور العلم، من ظلمات الانحراف إلى نور الاستقامة، من ظلمات الباطل إلى نور الحق، من ظلمات الطاغوت إلى نور الله عزَّ وجل، وهو أساس النور في هذا الوجود كلِّه: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [النور:35].
على هذا الرسول أن يُخرج الناس من الظلمات: ظلمات الاعتقاد، وظلمات الفكر، وظلمات السلوك، وظلمات التقاليد، وظلمات الأنظمة الجاهليَّة، والقوانين الجاهلية، ليخرجهم من هذه الظلمات كلها إلى نُور الإسلام بإذن الله عزَّ وجل.
{لِتُخْرِجَ النَّاسَ} الذي يقوم بمهمة الإخراج هو محمد عليه الصلاة والسلام، عليه أن يقوم بالجهد لإخراج الناس، فهم لن يخرجوا بمجرَّد أن يتلوَ عليهم القرآن، فهم بحاجة إلى جهدٍ جَهيد لإخراجهم من الظلمات إلى النُّور، يحتاجون إلى دعوة، إلى ترغيب، إلى ترهيب، إلى تشويق، إلى تخويف، إلى تربية، إلى متابعة...
وهكذا كان عمل النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم – يعايش الناس، كان لهم أسوةً حسنةً في كلِّ أمور حياتهم، يجدون في حياته: الأسوة الحسنة لهم. الشاب يجدُ أسوته في حياة محمَّد - عليه الصلاة والسلام - وسيرته، والمتزوِّج يجد أسوةً في سيرته، والعَزَب يجد أسوةً فيه حينما كان عزبًا، والحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والمسالم والمحارب، كلُّ الناس يجدون أسوتَهم فيه - عليه الصلاة والسلام -. والأنبياء جاؤوا ليخرجوا أقوامهم من الضلالة إلى الهداية[2].
دلالة قوله سبحانه:{ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ }:
محمَّد - عليه الصلاة والسلام - هو الذي عليه أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ }[3]، يعني بتوفيق اللهِ سبحانه وتعالى وبتيسيره.
فلولا أنَّ اللهَ يشُدَّ أزْرَك، ويُوِّفقك، ويساعدك ما استطعتَ أن تَهْديَ أحدًا {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } [القصص: 86].
أنتَ عليكَ أن تُبيِّن، وعليك أن تَتْلُوَ القرآن، وعليك أن تَعْمَلَ لهداية الناس، ولكن بدون توفيق الله؛ لن يهتديَ أحدٌ. ولذلك قال: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم:1].
دلالة كلمة الرب في القرآن الكريم:
ولكنَّ القرآن هنا اختار أن يكون بإذنِ ربهم، وكلمة الرب قد ذُكرت في القرآن كثيرًا مضافة مثل:(ربهم)، (ربُّنا)، (ربُّكم)، (ربُّكما)، (ربُّ العالمين)، ذكرت في القرآن أكثر من تسعمائة وخمسين مرة، وهي تدلُّ على السِّيادة المُطْلَقة، وتدلُّ على المِلْكيَّة؛ فالعرب تقول: ربُّ الدار، وربُّ الدابَّة: يعني مالكها.
وتدلُّ على الرعاية والتربية، رعاية الشيء حتى يبلغ كمالَهُ المُقَدَّرَ لنوعه، فالله هو الراعي، هو المُربِّي، هو الذي يرعى هذا الكون، ويرعى الإنسان، ويرعى كلَّ شيء في هذا الوجود حتى يبلغ كمالَهُ المقدَّرَ لمثله.
{ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }
صراطُ العزيزِ الحميد:
العلماء يقولون: هذه بدل من كلمة:{إِلَى النُّورِ} بدل كلٍّ من كلٍّ، أي: تُخرجهم من الظلمات إلى النور، ما هو هذا النور؟{ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ[4] }.. تنقل الناس من الضلالات، من الأباطيل، من المفاسد، من الرذائل إلى النُّور، أي: إلى صراط الله العزيز الحميد.
إضافة الصِّراط في القرآن الكريم:
الصِّراط هو: الطريقُ الواسع، الذي ذكره الله تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7،6]، الصِّراط المستقيم هو: صراط الله، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الشورى:52، 53].
وأحيانًا يضاف إلى سالكيه:{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }[الفاتحة: 7] من النبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين.
وأحيانًا يضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعي إليه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام:153].
وأحيانًا يضاف إلى مَنْ شَرَع هذا الصِّراط، وإلى غاية هذا الصِّراط، لأنَّ لهذا الصِّراط غاية؛ أن يُوصِلَكَ إلى الله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} [النجم:42]. إلى رضى الله ورضوان الله، إلى مَثُوبة الله، وهذا غاية الغايات.
هناك طريق يوصلك إلى سَخَط الله، إلى عذاب الله، إلى جهنَّم وبئْسَ المصير، هذه سُبُل على رأس كلٍّ منها شيطان يدعو إليه[5]، أما الصِّراط فهو الذي يوصلك إلى الله، إلى رضوانه ومثوبته.
وَصْف الصِّراط باسمين من أسمائه الحُسنى:
القرآن اختار هنا بدل ما يقول: {صِرَاطِ اللَّهِ} كما قال في سورة الشورى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } [الشورى:52، 53]، وَصَف الصِّراط هنا ببعض أسمائه الحسنى:{ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }، واختار هذين الاسمين الكريمين من أسماء الله الحُسنى لدلالاتهما؛ لأنَّ أحدهما يدلُّ على العزَّة: القوة والغَلَبة.
{ الْعَزِيزِ} المنيع الذي لا يغلبه شيء، ولا يقهره شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. و{ الْحَمِيدِ} أي: المحمود على كلِّ حال، والمحمود بكلِّ لسان، المحمود في ذاته، والمحمود في صفاته، والمحمود في أفعاله..
فالاسم الأول يُمثِّل: أسماء الجلال، والاسم الآخر يُمثِّل: أسماء الجمال، وللهِ تعالى أسماءُ الجلال وأسماء الجمال: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:78].
الجلال يُمثِّل القوَّة والإكرام، والجمال يُمثِّل الرحمة والإحسان... فالله سبحانه وتعالى له الملك وله الحمد.
{ الْعَزِيزِ} يمثِّل الملك، و{ الْحَمِيدِ} يُمثِّل الحمد.
هناك أناس لهم الملك ولكن ليس لهم الحمد، لهم الجبروت ولهم التَّسلُّط على عباد الله، يقهرون الضعفاء ويتسلَّطون على المساكين والفقراء، لكنهم ليسوا محمودين.
الله وحده هو الذي له الملك وله الحمد: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن:1].
سُنَّة القرآن في إضافة اسم من أسماء الحمد بعد اسم (العزيز):
{صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.. دائمًا القرآن إذا ذَكر (العزيز) يذكر اسمًا من أسماء الحمد، أي من أسماء الجمال. وهنا ذكر {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وبعد آيتين سيذكر: { الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } في قوله: {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، وأكثر ما قُرن باسم (العزيز) في القرآن (الحكيم)، ولكن أيضًا يوجد { الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }[الملك: 2]، و{ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } [ص: 66]، و{الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [ص: 9]، و{ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الروم: 5]، { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 9].... وهكذا القرآن يقرن دائما اسم العزيز باسمٍ من أسماء الحمد والجمال.
سرُّ اقْتران اسم العزيز بالحكيم:
ومَنْ يتأمَّل هذه الأسماء التي اقترنت في القرآن: { إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يجد أنَّ هناك حكمة في ربط اسم بقرينه.. قد تكون الحكمة واضحةً وقد تحتاج إلى تأمُّل.
بعضُ الناس توقَّف عند قوله تعالى على لسان عيسى – عليه السلام -: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [المائدة:118].
فربما توقَّع بعض الناس (وإن تغفر لهم فإنَّك أنت الغفور الرحيم) لا.. هنا {أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } إذا غفرت لن تَغْفِرَ عن ضَعْف، تغفر عن عزّة وقوَّة، ولا تضع الأشياء في غير موضعها، بل أنت حكيم، تغفر لمن يستحق المغفرة.
كذلك قوله تعالى: {وأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال:63]. هنا ذكر العزَّة والحكمة؛ لأنَّ تأليف القلوب المتنافرة أمرٌ عسير. كيف تُؤلِّف بين قلوب الناس ولهم أهواء شتّى؟ وكل واحد مملكة في نفسه، له مطالبُهُ وله خُصوصيَّاته، كيف تُؤلِّف هذه القلوب؟ تحتاج إلى عزَّة وإلى حكمة أيضًا:{ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[الأنفال:63].
{اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
مَنْ هو العزيز الحميد؟
{اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} هناك قراءتان: قراءة تقول: {اللَّهُ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} على أنه خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} هو الله {الَّذِي[6] لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.
وقراءةٌ على الجر ليس على الرفع: {اللَّهِ الَّذِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } بدل ممَّا قبله[7]: {صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ الَّذِي[8] لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
قراءة حفص التي نقرأ بها نحن هي بالجر: {اللَّهِ}[9].
لفظ الجلالة، هذا العَلَم على الذات الإلهيَّة، هذا الاسمُ الكريمُ الذي تكرَّر في القرآن: ألفين وستمَّائة وسبعًا وتسعين مرة.
[1] - متفق عليه: رواه البخاري في التيمم (335)، ومسلم في المساجد (521)، كما رواه أحمد (14264)، والنسائي في الغسل والتيمم (432)، عن جابر بن عبد الله.
[2] - سيأتي الحديث عن ذلك بالتفصيل في تفسير شيخنا العلامة لقول الله تعالى لموسى عليه السلام: { أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.
[3] - بإذن: متعلقان بحال محذوفة عن فاعل: تخرج، أي: مأذونًا لك من ربهم. والباء: للملابسة بمعنى: مع. والرب: الخالق المالك المتفرد برعي مصالح عباده، وذكره إقامة للاسم الظاهر مقام المضمر للإشعار بالتربية واللطف والفضل. ولولا ذلك لقيل: بأمرنا.
[4] - العزيز: مضاف إليه مجرور، وهو صفة مشبهة فيها معنى المبالغة، عُبِّر بها عن اسم الذات الإلهية لتوكيد المبالغة. و(الحميد) صفة ل (العزيز) مجرورة، وهو على وزن: فعيل، بمعنى مفعول للمبالغة أيضًا. وأل: جنسية لتوكيد المبالغة والكمال في الموضعين.
[5] - يشير فضيلة الشيخ إلى الحديث الذي رواه أحمد (4142)، وأبو داود الطيالسي (241)، وابن حبان في المقدمة (7) بإسناد حسن، عن ابن مسعود ولفظه: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا فقال : هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله فقال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } [الأنعام:153].
[6] - (الذي) في محل رفع خبر للفظ الجلالة (الله)، وفي هذا معنى القصر.
[7] - يعني أن لفظ الجلالة بدل من (العزيز) مجرور بالبدلية، أو عطف بإن، أي: مذكور بعد العزيز لتوضيح المراد وتعيينه مع التوكيد.
[8] - وفي قراءة الجر يكون الاسم الموصول في محل جر ** للفظ الجلالة.
[9] - قرأ برفع اسم الجلالة كلٌّ من: نافع وابن عامر على أنه مبتدأ. وقرأ بجرِّه الجمهور على أنه بدل أو عطف بيان من { الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وينظر في هذا (إبراز المعاني في شرح الشاطبية)، وهذا بالنسبة للقراءات السبع، ووافقه أبو جعفر نافعًا وابن عامر، كما وافق خلف روح عن يعقوب الباقين، وأما رويس عن يعقوب فإنه وافق الأولين في الابتداء ووافق الآخرين في الوصل.
Blogger comment:
Darkness and light mentioned in the Quran, the first is mentioned in many verses in plueral form to tell us there are multiple darkness while the light is one and it is the way to God as to learn from the Quran and true Bible.
Similarly God talked about one path to him in the Quran.
God is the source of light and through his prophet Muhammad we reached this light and God promised that his light will feel the whole earth.
There is one path to God which is submission on the way he wanted it to be. Islam is the last submission and is for all people.
Aziz is a name of God which means glorified with pride, Which you would suspect since he created all the universe and call his worshipers to him with pride. Many times Aziz is followed by another name of God to serve to clearify the verse he is talking to us about. As Aziz and Rahim (compassionate) when he wants to say his glorious pride allowed his compassion in this verse.
Raab is another name God use to talk about himslef means owner and shipard thus he won all aroud us including us and he also take care of all around us including us. So vast his ownership and shipardship that is this word is mentioned over 950 times in the Quran.
Sunday, August 14, 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment