إنذارات من الله بقلم: البابا شنودة الثالث
إن الله الذي لايشاء هلاك الخاطيء بل بالحري أن يتوب ويرجع إليه ويخلص لذلك فإنه يرسل إنذارات متنوعة إليه لعله يستفيد منها من أجل خلاص نفسه, وإنذارات الله هي أجراس تنذر بخطر معين لكي نصحو إلي أنفسنا ونرجع الي الله, فهي إذن لفائدتنا.
وقد تكون عبارة عن ضيقات معينة تحل بنا أو مجرد كلمات إنذار. هذه الإنذارات هي من صميم مراحم الله, تعطي الإنسان فرصة لمراجعة نفسه.ومن أمثلتها: بعض الزلازل الخطيرة التي هزت بلادا. وخاف الناس واعتبروها علامة علي بداية النهاية, وكان الخوف دافعا لهم وقادهم إلي التوبة والي مزيد من الحرص, إن الله لايضرب الخطاة ضربة مفاجئة تهلكهم, بل بمراحمه ينذرهم, وهنا تعجبني صلاة كان يصليها أحد الرهبان قائلا: لاتأخذني يارب في ساعة غفلة.** والإنذار الإلهي قد يأتي قبل السقوط لكي يحترس الإنسان ولايسقط وقد يأتي بعد السقوط, ليكون دعوة الي التوبة. ولهذا قدم الله لنا هذه الوسيلة لكي ننذر أيضا مايمكننا إنذاره من الخاطئين, لكي يتوبوا, ومن الأسف أن الكثيرين ممن عليهم المسئولية قد يتعسفون من الإنذار, بدافع من الخجل أو المجاملة أو العطف, وبسبب ذلك يبتعدون عن النصيحة أو الإنذار لأحبائهم ومعارفهم, وأحيانا بدافع الخوف لئلا يتضايقوا منهم وقد توجد أم عطوفه علي ابنها أو طفلها لاتوبخه مطلقا مهما أخطأ لئلا يحزن أو لئلا يغضب منها, وقد تفتخر بهذا الأمر وتقول: ابني هذا لم أحزنه في شيء مامنذ ولادته بينما ربما هذا التدليل ليفسده بينما الحب الحقيقي يكون في توجيهه إلي تر ك أخطائه لكي لايقع فيها مرة أخري وأيضا يكون ذلك بأسلوب حكيم لاتخسره به.** لقد أنذر الله العالم قبل الطوفان, فنجي من قبل الإنذار وأطاع, أعني نوحا وأسرته وقد أنذر الله أيضا فرعون مرات عديدة قبل أن يضربه الضربة النهائية, ولكن فرعون كان في كل إنذارات الله يرفضها ويعاند, لذلك قد هلك.** قد يأتي الإنذار من الله نفسه مباشرة كما حدث في قصة الطوفان, وكما حدث كثيرا في بعض أحداث التاريخ, وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق الرسل والأنبياء, وعن طريق المرشدين والمعلمين أو بعض الناصحين.** وقد يكون الإنذار عن طريق عقوبة تحدث تأثيرها في النفس, وقد يبكي إنسان بسببها ويحزن. لكن الحزن يقوده إلي التوبة وقد يكون الإنذار الإلهي عن طريق فشل يقع فيه الشخص أو مرض أو ضيق, فيبحث عن سبب فشله كيف يعالجه. أو قد يستيقظ إلي نفسه ويقول: ربما هذا الفشل نتيجة لتخلي الله عني بسبب خطاياي. إنه إنذار لي لكي أصطلح مع الله وأرجع إليه وقد يمرض أحدهم مرضا خطيرا فيقول لنفسه: إنه إنذار من الله, وربما الموت قريب وعلي أن أتوب قبل أن أموت لذلك فإن بعض المشاكل العويصة قد تحمل إنذارا بالرجوع إلي الله لكي يتدخل ويحل المشكلة.** هناك إنذارات عامة يقدمها الله للبشرية عن طريق الأمراض المستعصية. مثل مرض الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه. وصار إنذارا للمنحرفين خلقيا يخافون منه وبالمثل مايحدث لبعض الأمراض المستعصية الأخري مثل فيرسC, والفشل الكبدي, وأمراض أخري خاصة بالمخ لاعلاج لها.. وربما يكون الإنذار هو موت أحد الأحباء أو الأقرباء.. إذ يتأثر القلب بهذا الموت. ويقول الإنسان لنفسه: ما أسهل أن يترك الإنسان هذا العالم الفاني في أي وقت. فعلي أن أكون محترسا في كل وقت.** وقد يأتي الإنذار الإلهي عن طريق أحداث معينة: كما حدث سنة1948 حينما هجم وباء الكوليرا علي مصر, وكان من ضحاياه كثيرون, ولكن الكثيرين أيضا قادهم الخوف من الوباء إلي التوبة ومثل ذلك مايحدث في بلاد أخري من كوارث طبيعية مثل البراكين أو الفيضانات أو القحط أو الحروب. ولاشك في أن كثيرا من الكوارث تحمل في أعماقها إنذارات للعالم لكي يرجع إلي الله. ولكن الحكماء لاينتظرون الكوارث حتي يتوبوا بل عليهم أن يكونوا مستعدين للقاء الله في كل وقت تجذبهم محبة الله اكثر مما تخيفهم الإنذارات أما إن آتتهم الإندارات فليستيقظوا.** وقد يكون الإنذار بطريق التأثر الروحي,وقد يتأثر أحدهم بقراءة روحية أو بعظة معينة أو بأحداث سمع عنها. وقد يكون الإنذار عن طريق توبيخ من مرشد روحي أو من الوالدين أو نصيحة من أحد الأصدقاء أو من مقال روحي قد قرأه, علي أن ردود الفعل للإنذارت الإلهية قد تتنوع من شخص لآخر, أو من شعب لأخر, وهناك نوع سريع التأثر ينتفع بالإنذار الإلهي ويستجيب له. وهناك من الناس يسمع الإنذار فيتأثر, ولكنه يؤجل التوبة وتغيير مسلكه بلون من قساوة القلب والعناد أو التمسك بما هو فيه, وهناك نوع يتلقي الإنذار فيتأثر به ولكنه ييأس إذ تكون الخطية قد سيطرت عليه تماما وأصبح لايستطيع الفكاك منها, وكأنه مستعبد للخطأ لاتؤثر فيه الإنذارات أو هو يسمع الإنذار ولايبالي ويستمر في أخطائه حتي يضيع, ما أكثر الذين تعطيهم الإنذارات ولكن شهواتهم تضللهم, أو كبرياءهم تكون عائقا أمام استجابتهم وتقودهم إلي لون من العناد, وهناك نوع صلب الرقبة مثل بني إسرائيل الذين لم يستمعوا بقلوبهم إلي إنذارات الله مرات عديدة فأسلمهم الرب إلي يد نبوخذ نصر, وتم سبيهم في بلاد فارس, وبكوا حينما جلسوا علي أنهار بابل متذكرين صهيون!* وهناك نوع آخر يصله الإنذار, فيستهزئ ويقاوم ويعتد بنفسه.وهناك نوع أصعب من كل أولئك فهو لايتأثر إطلاقا مهما سمع الإنذارات وتكون نهايته هو, مثال ذلك يهوذا الإسخريوطي الذي أصبح في العالم كله مثالا للخيانة.أما أنت أيها القارئ العزيز: إن أتاك إنذار من الله في وقت ما من الأوقات, فحاول أن تستجيب وبسرعة وتستفيد من ذلك. وليساعدك الله.
المزيد من مقالات البابا شنودة الثالث
Blogger Comment:
This article from he great Priest of The Christian Orthodox in Egypt tell us about the word of God which is clear in the Bible and Quran when people corrupt God punish them harshly. I have been saying the above in last few years and the tyrant George Bush was oppressing me and unable to talk to the world. He even framed a law suit against me to scare as you know all under the table. Typical wicked western politician presents himself with ethics and work for the tyrants who are controlling the world. A lot of Christians right know by now he was a false prophet. Form Muslims time to fear only God. In the time of the prophet few hundreds of people stood with him and God made their religion to spread all over the earth. It is time to do that again God promised us that and we are in he end of time. Few years and Jesus will be with us. Too good to be true, we are the generation who will see him, like there were a generation that saw him in his first coming. Last call to Obama return my passport which was stoled from my appartment. If you think like the lawless George Bush that you will keep me here under the microscpe know that God will keep very close eye one you.
For Muslims and Christians in the Middle East you will have much better life in the time of Al Mahdi. For البابا شنودة الثالث in the time of al Mahdi Christians in Egypt and the Middle East you will have their best time in history. Al Mahdi is actually the connection between those two great religions and those two great prophets Jesus and Muhammad peace be upon them both.
No comments:
Post a Comment