| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رسالة العلماء الإيرانيين التي دعت الرئيس محمد مرسي لتطبيق ولاية الفقيه في مصر تعد أحدث فرقعة في ساحتنا السياسية، ورغم أنها من الرسائل التي يتعذر أخذها على محمل الجد، فإن وصولها يشكل مناسبة لإيضاح ما قد يلتبس على البعض في هذا الخصوص.
(1)
أحتاج إلى مقدمة قبل الدخول في الموضوع. ذلك أنني أدرك أن الملف الإيراني برمته
يثير حساسيات ومشاعر متناقضة لدى البعض، وأن التعبئة المضادة شكلت إدراكا أقنع
كثيرين بأنه في الحالة الإيرانية فإن الخصومة والقطيعة هي الحل. وأن شعار القبول
بالآخر يسري على كل الكيانات والكائنات ومختلف الملل والنحل، ويحتمل التطبيق مع
الصهاينة والشيوعيين والبوذيين وعبدة النار وغيرهم من شياطين الإنس والجن، ولكن
ينبغي أن يستثنى منه الإيرانيون والشيعة باعتبارهما جنسا يختلف عن كل هؤلاء، ولأن
تلك هي الصورة النمطية التي استقرت في أذهان البعض، واعتمدها الخطاب الإعلامي في
مصر على الأقل، فقد بات الاقتراب من الملف نوعا من المغامرة لا تؤمن عاقبته.
* إن هناك فرقا بين احترام التجربة والاقتناع بها. وإذا كان الشعب الإيراني قد أيد فكرة ولاية الفقيه من خلال اختياره الحر فذلك شأنه الذي علينا أن نحترمه، رغم أننا نرى في الأمر رأيا آخر. * إنه يتعين التفرقة أيضا بين الدفاع عن تطوير العلاقات المصرية الإيرانية، رعاية لمصالح عليا بين البلدين، وبين استنساخ التجربة الإيرانية الذي لا يعد أمرا واردا في السياق الذي نحن بصدده، وتلك بديهية طبقناها مع دول الكتلة الشيوعية مثلا. * إنني أحد القائلين بأهمية التفرقة بين السياسة الإيرانية والمذهب الشيعي الاثني عشري الذي له أتباع كثر في العالم العربي. فاختلافنا مع السياسة الإيرانية لا ينبغي أن يتحول إلى خصام للشيعة، والعكس صحيح. ذلك أن هناك مصالح عليا مشتركة ينبغي أن تظل فوق الخلاف السياسي أو المذهبي. وللعلم فإن أذربيجان الشيعية حين اختلفت مع أرمينيا المسيحية، فإن طهران وقفت إلى جانب الثانية ولم تقف إلى جانب الأولى، وغلَّبت في ذلك المصالح التي نتحدث عنها. * إن العامل الحاسم في الخلاف مع إيران كان سياسيا بالأساس ولم يكن مذهبيا، فقد كانت العلاقات العربية الإيرانية جيدة بشكل عام في عهد الشاه، ولكن الأمر اختلف رأسا على عقب بعد قيام الثورة الإسلامية، رغم أن مجتمع الشيعة هناك ظل كما هو في عهد الشاه، ولم يحدث ذلك الانقلاب في العلاقات، لا لأن الحالة المذهبية تغيرت، ولكن لأن الثورة الإسلامية ناصبت الولايات المتحدة وإسرائيل العداء، الأمر الذي انعكس على موقف أغلب الأنظمة العربية التي سمت ذلك التحول من آيات "الاعتدال" وبراهينه.
(2)
ولاية الفقيه فكرة مرتبطة بخصوصية المذهب الشيعي، ثم إنها ليست محل إجماع داخل
المذهب ذاته، ولا نستطيع أن نستوعب الفكرة ما لم نضعها في سياقها التاريخي. ذلك أنه
باستثناء الدولة الفاطمية التي استمرت نحو مائتي عام في مصر وتونس والشام (969
-1172م)، فإن الشيعة عاشوا على مر القرون بلا دولة يستظلون بها، فقام الفقيه بهذه
المهمة. إذ صار هو المظلة التي تحمي وترعى أتباع المذهب. به يلوذون وإليه يقدمون
زكواتهم ويستفتونه فيما يستشكل عليهم، وتقليد المرجع الديني الحي واجب على
المتدينين.
ولكي يقوم المرجع بواجباته فإنه يوفر الخدمات للأتباع مما يحصله من مال
الزكاة. وهذه الخدمات تتراوح بين مساعدة الفقراء وإنشاء المدارس والمعاهد
والمستشفيات وبعثات الحج والابتعاث الدراسي إلى الخارج. وله معاونون يباشرون تلك
الأنشطة لا يختلفون كثيرا في أدائهم لوظائفهم عن الوزراء المختصين، كما أن له وكلاء
في مختلف الأقطار يتسلمون الزكوات ويتلقون استفسارات المقلدين، وهم أقرب إلى
السفراء فيما يؤدونه من وظائف.
لقد أتيح لي أن ألتقي بعضا من المراجع العظام في مدينة قم. حين كنت أعد كتابي
"إيران من الداخل"، الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1987، ووجدت أنهم أقاموا ممالك
مصغرة لا تختلف كثيرا عن الإمارات التي انتشرت في أوروبا العصور الوسطى. وأشرت في
ثنايا الكتاب إلى أن الدور الذي يقومون به وفر لأتباع المذهب الغطاء الذي كانوا
بحاجة إليه في غياب الدولة، وأن قيام المراجع بذلك الدور كان حلا عبقريا للحفاظ على
المذهب، خصوصا في ظل المخاطر التي كانت تتهدده جراء ضغوط مجتمعات أهل السنة المحيطة
به، التي تحولت إلى صراع وحروب بين الدولتين العثمانية السنية والصفوية الشيعية،
استمرت ستة عشر عاما فيما بين سنتي 1623 و1639.هذه الخلفية حفرت للفقيه دورا عميقا ومهما في المجتمعات الشيعية، أحسب أنه يتجاوز بكثير دور الفقيه في مجتمعات أهل السنة. وهذا الدور كان بمثابة التربة التي نمت فيها فكرة ولاية الفقيه عند الشيعة. ذلك أنه إذا كان في غيبة الدولة يقوم الفقيه بكل هذه الرعاية لصالح مقلديه، فإن تأصيل هذه الفكرة من الناحية الشرعية من خلال ولاية الفقيه يغدو تطورا منطقيا ومفهوما.
(3)
المصادر الإيرانية لا تشير إلى دور الشيخ الجزيني، وتعتبر أن فكرة الولاية المطلقة للفقيه تنسب إلى مجتهد آخر هو الشيخ أحمد النراقي الذي ينسب إلى قرية نراق بمحافظة كاشان في إيران (توفي سنة 1820م). وقد خصص الشيخ النراقي فصلا في كتاب أصدره بعنوان "عوائد الإمام"، كان عنوانه "ولاية الفقيه". وسواء كان الرجل قد استقى العنوان من فكرة نائب الإمام التي صكها الشيخ الجزيني أم لا، فالثابت في الأدبيات الإيرانية أن الشيخ النراقي هو صاحب الفكرة، وأن آية الله الخميني تأثر بها ودعا إليها في مشروعه الذي جسده في كتابه عن "الحكومة الإسلامية"، وجمعت فيه محاضراته التي ألقاها على الدارسين في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف (العراق) خلال ستينيات القرن الماضي. بمقتضى هذه الفكرة فإن المرجع الديني باعتباره نائبا عن الإمام الغائب له حق الولاية المطلقة على الأمة وينبغي أن يكون الحاكم الشرعي لها، الأمر الذي يجعل الفقهاء حكاما على الملوك. وفي حين رحب بها البعض فإن آخرين رفضوها. وفي المقدمة من هؤلاء السيد أبو القاسم الخوئي (المتوفى سنة 1992) الذي كان مرجع زمانه ويتربع على رأس الحوزة العلمية في مدينة النجف بالعراق وقد أصدر رسالة انتقد فيها رأى الإمام الخميني كانت بعنوان "أساس الحكومة الإسلامية". أيده في ذلك المراجع الكبار في مدينة قم بإيران. وكان ذلك الموقف هو السبب الأساسي الذي دعا الإمام الخميني لأن يفضل الإقامة في طهران بدلا من قم، بعد نجاح الثورة وعودته إلى وطنه من منفاه بباريس. وكان لذلك التحفظ صداه في أوساط شيعة لبنان، فأصدر الدكتور محمد جواد مغنية، وهو من فقهائهم، كتابا بعنوان "الخميني والدولة الإسلامية"، فند فيه رأي الخميني ورفض فكرة الولاية المطلقة للمرجع. وأيده في هذا الموقف رئيس المجلس الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين (المتوفى سنة 2001)، وقد سمعت منه حديثا مطولا في المسألة انحاز فيه إلى فكرة ولاية الأمة ورفض ولاية الفقيه.
(4)
ليس بين أيدينا أي تقييم لتجربة ولاية الفقيه على صعيد الواقع، بعد الذي قرأناه
في نقد النظرية انحيازات إلى فكرة الولاية النسبية وليست المطلقة للفقيه. إلا أن
الثابت أن سياقها التاريخي وخلفيتها المذهبية يجعلانها من خصوصيات المذهب الشيعي،
ولا مكان لها في المجتمعات السنية بمرجعياتها الفكرية التي لا تعرف فكرة حصر
الإمامة في سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام (الشيعة يعتبرونها من أركان الإسلام
التي هي عندهم ستة وليست خمسة في ثقافة أهل السنة). ولأنه لا مكان للإمامة في الفكر
السياسي لدى أهل السنة، فلا محل للحديث عن نائب الإمام أو عن مراتب الفقهاء الذين
يتميزون بعلمهم، فضلا عن أن الفقهاء عند أهل السنة ليسوا خريجي المعاهد الدينية
فقط، وإنما هم كل من حسن إسلامه وتبحر في أي فرع من فروع المعرفة الإنسانية.
وفي الوقت الراهن تم ضبط دوره في الدستور المصري الجديد، الذي نصت المادة الرابعة منه على أن الأزهر "هيئة إسلامية جامعة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شؤونه، ويتولى نشر الدعوة الإسلامية وعلوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم. ويؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في الشؤون المتعلقة بالشريعة الإسلامية". هذا النص وضع حدا للغط المثار حول توسيع مرجعية الأزهر (تلك هي النقطة الوحيدة التي اتفق فيها السلفيون مع الشيعة)، الأمر الذي يمكننا من الرد على رسالة علماء طهران بالشكر على مقترحهم وبالاعتذار عن عدم قبوله. وهو ما يمكن أن يتم بهدوء وأدب واحترام، إلا أن تلك المفردات سقطت فيما بدا من قاموس خطاب مرحلة العراك والتجاذب التي نمر بها.
المصدر:الجزيرة
شروط الخدمة
شارك برأيك
انشر تعليقك عن طريق تسجيل الدخول باحدى الطرق التالية:
السلام عليكم جميعا أخوة الاسلام وبعد أن الرجل قد كتب فى بداية
المقالة أن أنني أدرك أن الملف الإيراني برمته يثير حساسيات ومشاعر متناقضة لدى
البعض. فخاض بكل شجاعة ملف يتهرب منه الكثير واعتقد أن الموضوع ليس فى الحرب
الخسيسة على أهلنا فى سوريا ولكن فى أصل المشكلة وهى سبب هذا التشرزم والاختلاف
الذى أدى الى القتل والعنف بين الطوائف ويحتاج لعلاج وهو مايحاول الكاتب شرحه
الغرب اصبع علمانيا وابتعد عن المسيحية فتطوروا اما العرب فقد ابتعدوا
عن الاسلام فتخلفوا وهذه حقيقة يلمسها كل منصف لانه عندما جاءالاسلام على يدالرسول
محمد ص حمل معه الاخلاق والقيم والفكر مبتعدا عن العصبية القبلية وغيرها ولهذا
استطاع العرب ان ينشروا الاسلام ودخلت اقوام غير عربية للاسلام ولكن وللاسف ما ان
ابتعد العرب عن الاسلام وادخلوا لنا الشيوعية والبعثيةواحزاب ماانزل الله بها من
سلطان حتى عزل العرب انفسهم وتفرقوا بل وابعدوا الاقوام عنهم رحمك الله ياابن
الخطاب حين قال نحن قوما اعزنا الله بالاسلام
الفقيه الإيراني نفسه حتى بدون ولاية لا يلزمنا. لا يوجد أي أمل في
التعامل الصحي مع إيران. أي حوار مع أو عن إيران هو جريمة في حق الوقت.
لماذا لا نكون المبادرين؟ لماذا لا تجتمع مع مثقفين إسلاميين وترسلون
الى إيارن ومرشدها رسالة ليتخلوا عن ولاية الفقيه؟ هذه الفكرة جعلت من المرشد ملكا
على البلد، وجعلته متحكما في كل شيء. والآن هناك من يتحداه لأن الإيرانيين وجدوا
الفكرة مكلفة لهم ديموقراطيا وسياسيا. هذا النظام يسمح بتنقية قوائم المرشحين حسب
مزاج الولي الفقيه ومجالسه التي يعينها ويسيطر عليها، ما يسمح بمنع نائب من إعادة
الترشح لأن آراءه لم تعجب المرشد! لتصبح كجالس الشعب تمثله فقط وليس الشعب!
ثالثا أتمنى أن يكون للأزهر دور محوري وهام في موضوع الفتاوى من كل
حدب وصوب والتي أعطت البعض من ضعاف النفوس تشويه صورة الإسلام والمسلمين ولا سيما
مذهب أهل السنة والجماعة، لننظر إلى مراجع الشيعة الكبار فهم من له الحق في الفتاوى
وتنظيمها وليس من حق أي شخص أن يفتي الناس على هواه، ومسألة الإمامة هي في المذهب
الشيعي هي مسألة خاصة بهم لماذا الخوف منها فهم لهم أدلتهم عليها ولا يجبرون
الآخرين على التقيد أو الالتزام بها، فهذه المسألة ترجع للإنسان نفسه.
شكرا للأستاذ المحترم على الرد،ونقول إن الأسماء لا تهم بقدر ما تهم
الأفعال ،فإذا كانت ولاية الفقيه لا تحتلف في فعلها عن النظم الاستبدادية الاقصائية
فما فائدتها الآن في إيران فكيف بها في غيرها؟
ضاعت الأمانة، إن كان "المثقفون" يلمعون وجوه المجرمين والقتلة
ويغسلون أيديهم الملطخة بدماء المسلمين في سوريا والعراق وأفغانستان. حسبنا الله
ونعم الوكيل
رابعا لماذا كل هذا البغض والحقد والحسد على الجمهورية الإسلامية
الإيرانية وعلى الشيعة؟! كونوا أحرار كونوا شوكة في مخططات الصهيوأمريكي وستجدون
الشيعة من كل بقاع الأرض معكم في السراء والضراء وعندهم استعداد ان يفدوكم بأرواحهم
ومالهم، لماذا لا تحاولون التقرب منهم ومحاورتهم بينما عندكم استعداد للتقرب
والتطبيع والتجارة مع الصهاينة؟! (...)الصحابة أنفسهم اختلفوا وتقاتلوا فيما بينهم،
فالصحابة ليسوا بمعصومين فهم بشر يصيبون ويخطئون على حسب ما درسناه وفهمناه!
ما زالت مجامع المسلمين وعلمائها ومفكريها ودور الافتاء ومراكزها
وجامعتها تختبأ في عبائة الخوف ولم يقولوا فيهم قولة حق وكلمة الاسلام ويقفوا مثلما
وقفت الصحابه كأبو بكر وعمر وعلى وغيرهم من العلماء من ابناء الصحابه والمسلمين في
وجه اهل الضلال والبدع والرده,وكلمة الاسلام تحتاج الى مسلمين اقوياء بحجم قيمة
الاسلام وعظمته مثل الصحابة ليزدادوا به قوه فيحيوه لتحيوا به ارواحهم وقلوبهم بعد
ان كانوا امواتا داخل تابوت الجسد الحي.ما هي الاهداف الخفيه خلف ولي الفقيه
والتنظيم والفكر الشيعي ومن خلفه الفرس
يقول لجورج "إنك لتسبق مجتمعاتنا المتخلفة .." اقول بمثل هذا
الشعار(الشعوب المتخلفة) الذى يشبه كثيرا الشعار الفرعونى ( ما أريكم إلا ما أرى
وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) اقول بمثل هذا الشعار قٌهرت الشعوب وكُبتت ارادتها و
اصبحنا فى الحضيض بعد ان كنا فى القمم...اما الان اَن الاوان لان تقول الشعوب
كلمتها وان يعرف اصحاب (العقول النيرة من المفكرين والمنظِّرين ) ان الاوان ان
عرفوا قدرهم ويكفوا شرهم وشعوبنا اكبر واعقل منهم واعرف بمصالحها
|
Wednesday, February 20, 2013
ولاية الفقيه لا تلزمنا Thousands of Muslims Sunni in Syria were killed because of the Shia stand with the tyrant of Syria and Muslims brothers and some Islamists are trusting them which is crazy. The enemy of my enemy is my friend is stupid dectorine. You can reason with Israel and America but the Shia can smile to you and stab you in the back they call it Takkia. Their faith is not even Islamic. Their main aim is the control of Muslim world for a crazy Mahdi who will never come. If they were not in our way the Sunni Syrians could have defeated Bashar and we could have liberated the gulf countries. Their aim look to me is to stand in the way of true Mahdi. They are crying for Hussein and when he was standing against his enemy they let him down. 25% of money goes to their clergy is not bad it is the like the clergy of the Saudi tyrant who are making good money.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)