تحالف قوى الشر فى العالم ضد الإسلام تحت راية "المسيحية الصهيونية"
<< د. زينب عبد العزيز: الغرب يخطط ضد الإسلام لإلصاق الإرهاب به واقتلاعه من العالم
<< د. جمال عبد الهادى: هدفهم إجهاض ثورات الربيع العربى بعد صعود الإسلاميين
ما يحاول الغرب تصويره الآن فى وسائل الإعلام بأن الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم يمثل حادثا فرديا غير صحيح، فالفيلم المسىء هو نتاج لحملة منظمة يقودها الغرب ضد الإسلام والمسلمين فى شتى بقاع الأرض منذ عدة قرو، ولها مسار تاريخى معاد للمسلمين ومتأصل فى السياسة الأمريكية المتصهينة التى يسيطر عليها اليمين المسيحى المتطرف وما يسمى بـ"المسيحية الصهيونية".
لفهم المسار التاريخى لهذا العداء المتأصل فى السياسة الأميركية التى تنتهجها ضد العالم الإسلامى بشكل عام التقت (الشعب) عددا من الخبراء فى هذا الصدد:
فى البداية توضح الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة والخبيرة فى شئون الكنيسة الغربية، أن المتابع لما يدور فى الغرب المسيحى المتعصب فى حق الإسلام والمسلمين لا بد وأن يصاب بالفزع والاشمئزاز فى آن واحد؛ الفزع من أن هؤلاء القوم "يخططون وينفذون، أى أنهم لا يتحدثون جزافا، وإنما يعنون ما يقولونه، أيا كان الثمن وأيا كانت الوسيلة وبصرف النظر عن الوقت الذى تستغرقه عملية التنفيذ هذه؛ والاشمئزاز يـأتى من كم المغالطات والأكاذيب التى يختلقونها من أجل تنفيذ مآربهم".
وأشارت إلى أن "ما يدور فى كواليس السياسة وفى أروقتها لم يعد من الأسرار والطلاسم فى كثير من مجرياتها، فقد باتوا يتناولون الأحداث والأهداف والمشاريع لا فى الوثائق السرية فحسب، وإنما فى مختلف نوعيات الإعلام المتخصصة وغير المتخصصة، بل إن التعليق عليها سواء من الموالين أو من الذين ينتقدون ويحذرون بات أيضا فى متناول اليد لمن يود متابعة ما يدور سرا أو فى العلن من هذه الأحداث".
و أكدت أنه "يجب أن نلوم أنفسنا -نحن المسلمين- لأن ما وصلنا إليه الآن نحن المتسببون فيه؛ فلقد تنازلنا كثيرا وأضعنا على أنفسنا العديد من الفرص التى كنا نستطيع استغلالها بالوقوف عندها والمطالبة بحقوقنا من هذه الفئة المنحرفة من المسيحيين، فرجال الكهنوت والمبشرين والمستشرقين وكل الذين اتبعوا خطواتهم تباروا لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام فى محاولة مستميتة لاقتلاعه من العالم -وذلك ليس منذ أحداث المسرحية المصنوعة محليا بعنوان 9/11 والتى تم إلصاقها لـ"تنظيم القاعدة" الذين قاموا بإنشائه وقاموا بتقديمه على أنه عدوانى النزعة وهرطقة لا بد من اقتلاعها- مع العمل على التلاعب فى تقديم الآيات وبترها أو عدم ذكرها من باب المغالطة. بل لقد قاموا بإنشاء معاهد ومؤسسات لدراسة القرآن وتمحيصه، لا لفهمه أو لتطبيقه وإنما لتدارس كيفية محوه؛ فهى حرب ممتدة تتواصل من القرن السابع الميلادى حتى يومنا هذا، اعتمادا على كافة المجالات حتى الإنترنت.
وحول الدعوات الفوضوية فى الإعلام الغربى لما يسمى بـ" اليوم العالمى لمحاكمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "والتى يُعِد لها فئة من ذوى النفوس الحاقدة، والعقول المريضة، قالت: "من باب أولى البحث عن أناجيلهم التى تم تحريفها".
وعلقت الدكتورة على التحالف الحالى بين الفاتيكان والصهاينة قائلة: "إن هذا التحالف الذى بدأ بتبرأة اليهود من دم المسيح، ثم بالاعتراف الرسمى والدبلوماسى بدولة إسرائيل، هو بمثابة تحالف غير شرعى من الناحية الدينية، فوثيقة " التبرأة" لم تعتمد على أى نص كنسى سابق.
عداء دائم منذ الحروب الصليبية
ويقول الدكتور جمال عبد الهادى أستاذ التاريخ الإسلامى: إن مثل هذه الأفلام تهدف لزعزعة الاستقرار فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى والقضاء على رءوس الأنظمة العربية المخلصة، وإجهاض ثورات الربيع العربى التى لم تنس خلال تلك الثورات القضية الفسطينية.
وأضاف عبد الهادى أن الغرب منذ الحروب الصليبية وأقباط المهجر فى عداء دائم للإسلام، وعلينا أن نربط بين الوقت الذى ظهر فيه الفيلم المسىء وأحداث أخرى مثل 11 سبتمبر وأحداث سيناء التى راح ضحيتها جنود مصريون على الحدود، وكلمة أوباما التى قالها فى برنامجه الرئاسى التى قال فيها إن القدس هى عاصمة إسرائيل، ومصر ليست حليفا لأمريكا أو عدوا، وقلقهم من الرحلات التى قام بها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى إلى الخارج وخاصة إلى دولتى الصين وإيران والتى جعلت الولايات المتحدة تشعر أنها بداية لاستقلال الدولة المصرية وعودة ريادتها فى قيادة الدول العربية والإسلامية.
وأكد أستاذ التاريخ الإسلامى أن الهدف من ظهور هذا الفيلم المسىء -فى ذلك الوقت على الرغم من إنتاجه منذ 6 أشهر- هو إثارة القلاقل وذريعة لدخول البلدان العربية والسيطرة على مقدراتها وتمزيق الوطن العربى إلى أشلاء وهو ما رأيناه فى ليبيا والسودان.
معاهدة أممية تحرم الجرائم ضد الأديان
ويرى الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومستشار رئيس الجمهورية، أن أحداث الفيلم المسىء للرسول الكريم هى شىء يتعلق بميراث العداء بين الحضارة الغربية والإسلام، ومن الأهمية أن تجتمع الدول فى الأمم المتحدة لعمل معاهدة أممية لتحرم أى جرائم ضد الأديان أو الرموز الدينية لأن ذلك مدخلًا للتعصب والعنصرية، ولأن ذلك لا يعد -كما يقول بعض الغربيين- من قبيل حرية الرأى والتعبير.
وأكد مستشار الرئيس أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال تمرير هذه الواقعة بعد الاعتداء على عقائد ورمزية مليار و600 مليون مسلم، فحرية التعبير مسئولية، ويجب أن يضع النظام الدولى والأمم المتحدة ضوابط وقواعد لمثل هذه الحقوق لأنها منطقة حساسة لا يمكن العبث فيها تحت أى عنوان حتى ولو كان حرية الرأى والتعبير كما يدعون.
الولايات المتحدة متورطة بتقاعسها
من جانبه قال الدكتور مجدى قرقر الأمين العام لحزب العمل: إن الولايات المتحدة متورطة فى الأحداث المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بتقاعسها عن التصدى لهؤلاء وعدم تقديمهم للمحاكمة وأن المسيحية الصهيونية ومن يدعون أنفسهم بأقباط المهجر والذين لا يتعدون على أصابع اليد الواحدة، عدائهم للإسلام هو أحد ثوابتهم لأنهم يؤمنون أن الصراع سيكون بينهم وبين الإسلام الذى يصنفونه على أنه من قوى الشر وأنهم هم قوى الخير.
وأكد قرقر أن الأمريكان الذين احتلوا أفغانستان بحجة القضاء على الإرهاب هم أنفسهم من زرعوا الإرهاب بعدوانهم الدائم على شعوبنا العربية والإسلامية مما أدى إلى تكوين تنظيم القاعدة للثأر من الولايات المتحدة، وإذا كانوا فعلا يريدون خيرا فلماذا لم يخرجوا منها إلى الآن.
كما أن هذه الإساءة ليست الأولى من نوعها بل سبقها العديد من الأحداث فى السنوات الماضية كان آخرها الرسوم المسيئة للرسول، وطالب بسرعة تقديم شكاوى رسمية إلى منظمة الأمم المتحدة تفيد اختراق الولايات المتحدة العهد الدولى لحقوق الإنسان فى مادتيه 19 و20 الذى صدر عام 1966؛ فالعهد الدولى يلزم فى هاتين المادتين الدول بسن القوانين اللازمة لحظر أى دعوة تمثل تحريضا على العداوة والعنف والكراهية أو العنصرية الدينية.
No comments:
Post a Comment