ما لا يقال
مع قطر وإيران لا نحتاج إلي أعداء
مع قطر وإيران لا نحتاج إلي أعداء
بات واضحا للجميع في مصر, أنه بعد عامين من الثورة, لايزال هذا البلد لا يملك سياسة خارجية, ولا نجح قيد أنملة في استعادة دوره في المنطقة العربية أو الإقليم.وأن حاضر هذا الوطن في ظل هذه القيادة ليس أفضل من ماضيها في عهد مبارك, بل صارت دولة مأزومة, الأمور فيها تدار بشكل إرتجالي عشوائي, بسبب تدني الكفاءة وتلك المجموعة الدبلوماسية التي أعدمت مصر سياسيا, فصار هذا الوطن في ذيل الدول الإقليمية الأقل تأثيرا وحضورا. وكل ذلك بعد أن صار هناك رأسان لصناعة القرار والسياسة الخارجية, الأول في وزارة الخارجية عبر دبلوماسية أقل ما توصف بأنها عرجاء تماثل وتماهي دور الزوج المصري, آخر من يعلم, والثاني, في قصر الرئاسة, حيث يوجد رجال خطفوا دور وصناعة القرار دون خبرة وممارسة أو علاقات دولية, فكان الإخفاق في إفريقيا بدليل ضغوط إثيوبيا لتمرير اتفاقية حوض النيل الجديدة, التي ستخنق مصر حياتيا, وهذا دلالة علي أنه لم يعد هناك في تلك القارة من يحترم أو يقدر الدور المصري. ونفس الأمر في علاقتنا المتوترة والفاترة مع أغلب دول العالم العربي, فهل يعقل لدبلوماسية نشيطة وحركية أن تكسر أقدامها في أول محيط ودائرة اتصال وامتداد مع أشقائها في دول الخليج, فتعادي السعودية والإمارات العربية والأخيرة صاحبة الدور المتجذر في المشهد الاقتصادي والتنموي المصري منذ أكثر من04 عاما, أيام الشيخ زايد آل نهيان, صاحب المواقف الإيجابية والأخوية والذي لا ينكرها إلا كل جاحد. والآن ماذا نفعل؟ اختزلنا دور مصر ودبلوماسيتها في بلدين هما قطر, التي رهنت وألغت الدور المصري وتقديمه مقابل فتات المعونة والمساعدات, فتحولت دبلوماسيتنا الي دور ساعي البريد تنقل رسائل قطر, بدلا من أن تضغط وتناور بشأن القضايا الكبري في المنطقة, والثاني هي إيران, التي نجحت ببراعة في استدراج الدور المصري وتركيعه, وأبلغ دليل علي ذلك التراجع والتعاطي المصري بشأن الأزمة السورية, فهل نتذكر موقف مصر عند مجئ الرئيس مرسي وجماعة الإخوان في التنديد والرفض التام للمحرقة الجارية منذ عامين في دمشق, وماذا قال مرسي عن بشار الأسد في قمة عدم الانحياز بطهران, والآن تتراجع مصر وتقبل بالحوار والاتصال مع قاتل دمشق, وتعيد القائم بالأعمال المصري إلي دمشق, وكل هذا التحول صار بعد زيارة الفريق الرئاسي مؤخرا الي إيران, أليس ذلك دليل إرباك وتخبط وعجز وفشل؟! عندما تكون لدولة كبري مثل مصر علاقات هيمنة من دولتين مثل قطر وإيران, فإن المرء ليس في حاجة إلي أعداء, ومع عقلية مثل جماعة الإخوان التي تحكمنا, أصبحنا بلدا لا يملك خطابا سياسيا, ولا رؤية واضحة, ثم نتباكي ونقول إن هناك فراغا إقليميا ومصر غائبة, وتسعي تركيا وإسرائيل لملئه!.
No comments:
Post a Comment